قرر المؤتمر العالمي لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي اختتم أعماله في العاصمة البحرينية المنامة إنشاء المنظمة العالمية لنصرة النبي لتكون الإطار الجامع والمنظم لاستمرار المؤتمر وتواصل أعماله.
كما اتفق المشاركون في ختام أعمال المؤتمر مساء الخميس على إنشاء أربعة مكاتب مساندة للمنظمة تتولى الشؤون القانونية والاقتصادية والإعلامية، والاتصال بين الجمعيات والمؤسسات ذات العلاقة، بالإضافة إلى صندوق عالمي لنصرة الرسول عليه الصلاة والسلام.
بالنسبة لمركز النصرة الاقتصادية سيتولى شؤون المعلومات والدراسات الاقتصادية بصفة مرجعية موثوقة للأعمال الاقتصادية التابعة للمنظمة خاصة موضوع المقاطعة.
أما المكتب القانوني فيتولى المتابعة القانونية والقضائية لكل ما يسيء إلى الإسلام وكتابه الكريم. بينما يقوم مكتب التنسيق والاتصال بمهمة التواصل والحوار مع غير المسلمين إلى جانب تعزيز الاتصال بالجهات ذات العلاقة.
ويمول الصندوق مشروع المنظمة العالمية وأنشطتها، معتبرين التبرعات التي وردت إلى المؤتمر اللبنة الأولى في تأسيس الصندوق.
توصيات
وفي توصيات المؤتمر الذي عقد بمشاركة أكثر 300 عالم وداعية من أنحاء العالم، أشاد المشاركون بالوقفة الشجاعة للأمة المسلمة دفاعا عن النبي الكريم. وأوصوا المسلمين بالاستمرار والثبات، وتوسيع النصرة عبر تفعيل الوسائل السلمية الأخرى.
واستنكر المؤتمر الإساءة للنبي عليه السلام عموما بأي صورة من أي جهة وفي أي بلد، مطالبا باعتذار ثقافي يتم بموجبه نشر الصورة الصحيحة للإسلام ورسوله وإبراز دوره العظيم في صناعة الحضارة الإنسانية.
تم أيضا توجيه الشكر لكل الحكومات والهيئات والشخصيات العالمية التي تفاعلت مع الأحداث ووقفت موقفا كريما برفض نشر الصور والتي عاقبت من نشرها والتي اعتذرت عن نشرها.
وأكد المؤتمر أن العلاقة بين المسلمين والغرب يجب أن تكون قائمة على التعايش السلمي القائم على العدل والاحترام المتبادل وحفظ الحقوق واحترام المقدسات، ودعا في هذا السياق إلى فتح الحوار الإيجابي.
وأدانت التوصيات الختامية أيضا ردود الأفعال التخريبية التي تمثلت في حرق بعض دور العبادة والمنشآت وإتلاف بعض الممتلكات، وذلك لخروجها عن هدي الإسلام.
وأوصى المشاركون المسلمين باعتماد ضوابط النصرة الصادرة عن المؤتمر، والابتعاد عن ردود الأفعال غير المنضبطة التي يحرمها الإسلام.
وأيد المؤتمر استمرار ما بدأت به الدول الإسلامية التي تقدمت بمشروع قانون إلى الأمم المتحدة ينص على حظر ازدراء الأديان والمقدسات، مطالبا بالعمل على استصدار تشريعات وقوانين دولية تحرم وتجرم الإساءة للأنبياء والمقدسات.
وفي كلمة الختام التي ألقاها عضو مجلس الشورى السعودي عضو اللجنة التحضيرية في المؤتمر الدكتور الشريف حاتم العوني شدد المشاركون على المقاطعة الاقتصادية. واعتبر العوني أنها أسلوب حضاري في الاحتجاج لما لها من دور فعال.
وأوصى في السياق نفسه دول العالم الإسلامي بتنويع مصادر واردتها مع التأكيد على دعم الاقتصاد المحلي والعمل على الاكتفاء الذاتي في الموارد الأساسية وتشجيع التكامل الاقتصادي بين الدول الإسلامية.
كما أشار إلى ضرورة قيام وزارات التربية والتعليم في العالم الإسلامي بوضع منهج للسيرة النبوية الشريفة يدرس في مراحل التعليم المختلفة. ويشمل ذلك تمويل الدراسات الإسلامية في الغرب ودعمها. كما طالب المؤتمرون وزارات الإعلام والمؤسسات الإعلامية بالقيام بواجبها في خدمة الإسلام والدفاع عنه والتعريف بنبيه صلى الله عليه وسلم.
وقال العوني إن المؤتمر يذكر الحكومات العربية والإسلامية بدورها ومسؤوليتها أمام الله ثم أمام شعوبها تجاه نصرة الرسول الكريم. وأوصى المسلمين أفرادا ومؤسسات ودولا باستثمار الحدث في التغيير والإصلاح من خلال العودة إلى كتاب الله وسنة نبيه عليه السلام.
وأكدت التوصيات على اعتماد إستراتيجية المبادرة لا المدافعة، وحث جميع الحكومات والمؤسسات الإسلامية على تبني مشروعات عملية وعلمية في الدعوة إلى الإسلام والتعريف بنبيه.
المصدر: الجزيره