أعلنت حكومة الدانمارك أنها اتخذت كافة الإجراءات الضرورية لتأمين حياة رسامي الصور المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم, وشددت على أن "حرية الصحافة غير قابلة للتفاوض".
ودافع رئيس وزراء الدانمارك أندريس راسموسن عن الطريقة التي تعاملت بها حكومته مع أزمة الرسوم المسيئة, وقال إن "الحكومة غير مسؤولة عما حدث ولا يمكن أن تتحمل المسؤولية".
كما دافع راسموسن عن رفضه لقاء سفراء 11 دولة عربية وإسلامية لشرح الموقف, قائلا "إن حرية الصحافة والتعبير في الدانمارك غير قابلة للنقاش والتفاوض".
وأعرب في الوقت نفسه عن أسفه للتداعيات السلبية التي حدثت للمسلمين على نطاق واسع جراء نشر الرسوم.
من جهته اتهم وزير الخارجية الدانماركي بير ستيغ مولر من أسماها قوى متطرفة بالسعي لإبقاء النزاع مشتعلا بشأن الرسوم المسيئة للرسول الكريم، واتهم تنظيم القاعدة بالسعي لاستغلال الوضع "لتأجيج النيران" على حد قوله.
وأدان الوزير الدانماركي عرض رجال دين باكستانيين مكافأة لمن يقتل أيا من رسامي الكاريكاتير الذين رسموا الصور المسيئة وعددهم 12 رساما، ووصف تلك الخطوة بأنها جريمة.
من جانبها طالبت المعارضة الدنماركية حكومة بلادها بإجراء تحقيق حول أزمة الرسوم المسيئة للنبي الكريم.
الفاتيكان يندد
من جهة أخرى ندد الفاتيكان بالرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وشدد على أن "حرية إهانة الأديان لا وجود لها".
وقال وزير خارجية الفاتيكان الكاردينال أنجيلو سودانو في ختام حفل استقبال أقيم في السفارة الإيطالية لدى الفاتيكان بمناسبة ذكرى إصلاح اتفاق اللاتران بين ايطاليا والفاتيكان إن "على إيطاليا وأوروبا الدفاع عن مبدأ المعاملة بالمثل في مجال الحرية الدينية عبر مفاوضات وزيارات إلى الدول الإسلامية".
كما قال سودانو في الاجتماع الذي حضره الرئيس الإيطالي كارلو أزيليو تشامبي ورئيس الحكومة سيلفيو برلسكوني إن "الدفاع عن المبدأ القانوني للمعاملة بالمثل يشكل المساهمة التي يمكن أن تقدمها إيطاليا وأوروبا للعلاقات بين الدول ومع الثقافات والديانات الأخرى".
تحالف حضارات
على صعيد آخر قرر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان إلقاء خطاب في اجتماع يعقد في قطر تحت عنوان تحالف الحضارات في مطلع الأسبوع القادم في مسعى لتهدئة الغضب الذي تفجر على خلفية الرسوم المسيئة.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة إن أنان سيلتقي بهذه المناسبة عددا من زعماء أوروبا والعالم الإسلامي لبحث أزمة الرسوم وسبل تهدئة الموقف.
وقد التقى أنان مساء أمس مع مجموعة من السفراء من منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم 57 دولة لبحث اجتماع الدوحة ومناقشة اقتراح بتضمين فقرة عن الإساءة إلى الرموز الدينية في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاص بتشكيل مجلس جديد لحقوق الإنسان.
يشار في هذا الصدد إلى أن الولايات المتحدة ودولا أوروبية تعارض التعديلات المقترحة وتقول إنه لا مكان لها في النص. ووصف المندوب الأميركي في المنظمة الدولية جون بولتون التعديلات بأنها غير مقبولة.
تصاعد الاحتجاجات
في غضون ذلك تصاعدت حدة الاحتجاجات في أنحاء متفرقة من العالم الإسلامي, حيث شهدت باكستان اليوم إضرابا عاما بينما توعد التحالف الأحزاب الإسلامية الرئيسية بتوسيع الحملة على الرسوم المسيئة.
ومن المقرر تنظيم احتجاجات جديدة في جميع أنحاء باكستان الجمعة المقبل فضلا عن إضراب عام في جميع أنحاء البلاد في الثالث من مارس/ آذار, مع زيارة يتوقع أن يقوم بها الرئيس الأميركي جورج بوش لباكستان.
وفي نيجيريا حظرت ولاية غومبي الشمالية مظاهرة كانت مقررة احتجاجا على نشر الرسوم لمنع اندلاع أعمال عنف جديدة على غرار ما حدث قبل يومين وسقط فيها 16 قتيلا. وكان الفاتيكان قد دعا الحكومة النيجرية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الكنائس.