كلمةً لو مُزجَت بماءِ البَحر لمَزجتُه
السّلامُ عَليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الاخوة الاعزاء .. احذركم من الاستهزاء والسخرية
احفظوا لسانكم ... والسنتكم .. من ...
هذه عَضلةُ اللسان التي بين لَحيينا؛ أتُرى يَعي أحدُنا؛ مَدى خَطَرها؟! أو يَحتَرزُ: في ماَ يكونُ نُطقُها؟!
وتعرضُها لحُقوق العبادِ :
غيبةً .. هَمزاً .. ولمزا ... استِهزاءً .. سخرية ؟!
" يَحسَبونهُ هيّناً وهو عند الله عظيم "!
قالَ تَعالى:
" وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ "؛
( التّوبَةُ: ( 65 )) .
عن ابن عمر، ومحمد بن كعب، وزيد بن أسلم، وقتادة -دخل حديث بعضهم في بعض- أنه: قال رجل في غزوة تبوك: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا، ولا أكذب ألسنة، ولا أجبن عند اللقاء، يعني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه القراء.
فقال له عوف بن مالك: كذبت، ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذهب عوف إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليخبره، فوجد القرآن قد سبقه.
فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد ارتحل وركب ناقته، فقال يا رسول الله: إنما كنا نخوض ونتحدث حديث الركب نقطع به عناء الطريق.
قال ابن عمر: كأني أنظر إليه متعلقا بنسعة ناقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإن الحجارة تنكب رجليه، وهو يقول: إنما كنا نخوض ونلعب. فيقول له رسول الله -صلى الله عليه وسلم : أَبِا للَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ
ما يلتفت إليه، وما يزيده عليه
سبب نزول هذه الآية على ما قال الكلبي ومقاتل وقتادة :
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسير في غَزوة تبَوك وبين يديه ثلاثةِ نفَر من المُنافقين ،
اثنان يستهزئان بالقرآن والرّسول ، والثّالث يضحَكُ .
قيل : كانوا يقولون : إنّ مُحمّداً يزعم أنّه يغلب الرّوم ويفتح مدائنهم ما أبعده من ذلك!
وقيل كانوا يقولون : إنّ محمّداً يزعم أنّه نزل في أصحابنا المُقيمين بالمَدينة قرآن ، وإنما هو قوله وكلامه ، فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ذلك ؛ فقال : احبسوا عليّ الرّكب ، فدعاهُم وقال لهم : قلتم كذا وكذا ،
فقالوا : إنّما كنا نخوض ونلعبُ ، أي كناّ نتحدث ونخوضُ في الكلام؛ كما يفعل الرّكب لقطع الطريق بالحَديث واللّعب .
قال ابن عُمر فلقد رأيت عَبدالله بن أبيّ يشتد قدام رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ والحِجارة تنكبه وهو يقولُ:
إنما كنا نخوض ونلعب ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون ، ما يلتفت إليه ولا يزيد عليه .
وعن أمّ المؤمنين عائشةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت :
قلتُ للنّبيّ صلى الله علية وسلم: ( حَسبُكَ مِن صفيّة كذا وكذا )،قال بعضُ الرّواةُ : تَعني قَصيرَة.
فقالَ صلى الله علية وسلم :
( لقد قُلتِ كلمةً لو مُزجَت بماءِ البَحر لمَزجتُه ) !
الحديث رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
فكَيف بمَن يتكلّمُ في أعراضِ المُسلمين؟!
ويكيفَ بمَن يستبَيحُ ما حرّم الله تَعالى منهُم؛ بالغيبَة والبُهتانِ؟!
فاللهُ تَعالى وحدهُ المُستَعانُ.