السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول العام الهجري الجديد أعاده الله علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية بالأمن والخير والبركات وبعد :
أحبتي في الله كم من كلمات يتكلم بها الناس في مجالسهم ( رجالا ونساء ) ولا يلقون لها بالا وهي تحمل من المعنى ما يتصدى لكلام الله تعالى ولأقوال النبي صلى الله عليه وسلم وتحمل من السخط وتحمل من الغضب وتحمل من المخالفات الصريحة للعقيدة ما الله به عليم ، وهم بذلك نسوا قول الله تعالى : (
ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) ونسوا قول النبي صلى الله عليه وسلم : (
إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم) وقدر رمزت في هذا الموضوع للكلمات المخالفة باللون الأحمر وللآيات القرآنية باللون الأزرق وللأحاديث النبوية الشريفة باللون الأخضر
من بين هذه الكلمات على سبيل المثال قولهم : (
لا حول لله) وهم بذلك يجردون الله تعالى من حوله وقوته ، والصحيح (لا حول ولا قوة إلا بالله) ، وقولهم : (
احنا زارنا النبي) وفي ذلك سوء أدب لمقام النبوة وهذا المقام محفوظ للأنبياء والمرسلين ، وقولهم : (
طور الله في برسيمه) وهم بذلك جعلوا الإنسان الذي كرمه الله كالثور الذي لا يعقل ونسبوا ذلك الثور لله وفي ذلك سوء أدب مع الله تعالى وكأن هناك ثور لله وآخر لغير الله ، وقولهم : (
الباب المردود يرد القضاء المستعجل ) وكأنهم بذلك إذا جاءهم ملك الموت ردوا (أغلقوا) في وجهه الباب فهم بذلك قد منعوا أمر الله وردوا قضاء الله على حسب زعمهم ، فأين إذن قول الله تعالى (
إنا كل شيء خلقناه بقدر) والله سبحانه وتعالى (
إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون) ولا يمنع حذر من قدر ، وأين قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الطويل : (
واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك) فلو ردوا ألف باب لنفذ أمر الله تعالى ، وقولهم : (
خير تعمل شر تلقى) ، (
اتقي شر من أحسنت إليه) وهم بذلك يبعدون ويخوفون الناس من فعل الخير خشية مقابلته بالشر وهم بذلك لا يدرون أنهم غيروا شرع الله ، حيث أن الحسنة عند الله ليست بحسنة ولكن بعشر أمثالها ، وقولهم : (
ما ينوب المخلص غير تقطيع هدومه) وهم بذلك يهدمون فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإصلاح ذات البين والإصلاح بين الناس ، وقولهم : (
يعطي الحلق للي بلا ودان) وفي هذا اتهام لله سبحانه وتعالى بأنه لا يستطيع أن يميز بين خلقه بمن يستحق ومن لا يستحق وحاش لله أن يكون كذلك ، وقولهم : (
أنا اصطبحت بـ وش مين النهاردة) ، (
وشك يقطع الخميرة من البيت) وهذا من قبيل التشاؤم الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، وقولهم خشية الحسد : (
إمسك الخشب) ، (
خمسة وخميسة) فأين إذن المعوذتين وآيات الرقية التي علمها لنا القرآن وسنة نبينا خير الأنام ، وقولهم : (
ابن الحرام مخلاش لابن الحلال حاجة) وهذا من الأقوال التي تزرع سوء الظن بين المسلمين وتضعف المؤاخاة بين المسلمين وتشعرك بأن الخير قد نزع من الأمة كلها وهذا يتنافى مع قول النبي صلى الله عليه وسلم : (
الخير فيًّ وفي أمتي إلى يوم القيامة) ، وقولهم : (
سايق عليك ربنا) ، (
سايق عليك النبي) وهذا استخفاف بمقام الربوبية لله تعالى ومقام النبوة للنبي صلى الله عليه وسلم وكأن القائل هنا له السلطة والسيطرة على الذات الإلهية والشخصية النبوية وحاش لله أن يكون كذلك ، وقولهم : (
اللي يعوزه البيت يحرم على الجامع) ، (
يا مزكي حالك يبكي) ، (
يا مربي في غير ولدك يا باني في غير ملكك) وفي ذلك دعوة لعدم الإنفاق والإحسان والزكاة والتصدق في سبيل الله ، ومن المعلوم أفضلية ذلك الثابتة بالكتاب والسنة ، وقولهم : (
امشي في جنازة ولا تمشي في جوازة) وفي ذلك دعوة لعدم التعاون والتآلف بين المسلمين ، وكما قال صلى الله عليه وسلم : (
والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) ، وقولهم : (
أنا وأخويا على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب) وهذا يتنافى مع قول الله تعالى : (
إنما المؤمنون إخوة) ، وقولهم : (
حاجة تقصر العمر) وهذا يتنافى مع قوله تعالى : (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا) ، وقولهم : (
زرع شيطاني) وهم بذلك أشركوا مع الله في قدرته إبليس اللعين وكأن إبليس له القدرة على إنبات الزرع وحاش لله أن يكون كذلك ، وقولهم : (
اسم النبي حارسك) وهل يحرس النبي أحدا وهل يحفظ النبي أحدا حاش لله بل إن الله تعالى هو الحافظ لمن أراد أن يحفظه ، وقولهم : (
ربنا افتكره) وفي ذلك اتهام لله تعالى بالغفلة والنسيان وحاش لله أن يكون كذلك فقد قال تعالى : (
وما كان ربك نسيا) ، وقولهم : (
هو احنا بنقرأ في سورة عبس) ولا تقال إلا للتعبير عن الكلام المعقد والطلاسم وفي ذلك اتهام للقرآن بأنه معقد لا يفهم ، وقولهم : (
أنا عبد المأمور) وفي ذلك شرك بالله فأنت والمأمور عبيد لله تعالى ، وقولهم : (
بياكل رز مع الملائكة) وفي هذا استخفاف بالملائكة وصفاتهم فإنهم لا يأكلون ولا يشربون ، وقولهم : (
إن كان لك حاجة عند الكلب قل له يا سيدي) وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (
لا تقولوا للمنافق سيدا) فكيف تصف شخص فيه صفات الكلب بالسيد ، وقولهم في وقت الصلاة : (
العمل عبادة) وهذه العبارة صحيحة ولكن عبادة للشيطان وليست لله تعالى ، وقولهم : (
عليًّ الحرام من ديني) وهذا مخالف للعقيدة الإسلامية ، وقولهم : (
كتر خير الدنيا) وهم بذلك ينسبون الخير للدنيا والخير كله بيد لله تعالى
وهذا ما وفقني الله تعالى لجمعه وكتابته وهذا والله قليل من كثير وأسأل الله تعالى أن يجعله لوجهه خالصا وأن ينفع بذلك كل من قرأه ونقله للمسلمين
وحتى تعم وتكثر الفائدة فهذين درسين رائعين لفضيلة الشيخ مسعد أنور يتكلم فيهما عن الألفاظ والكلمات التي تخالف العقيدة فأرجو استماعهما بإنصات وخشوع وخاصة في الدرس الثاني ، وهذه هي الروابط :
الدرس الأول الدرس الثاني