- تربية الطفل على الاستعانة بالله عند الشدائد وفي كل أحواله "وإذا استعنت فاستعن بالله":
* نعلمه أن يسأل الله حاجته أولاً قبل أن يتوجَّه بهذا السؤال لأمه أو أبيه ولو في أصغر الأمور، حتى ولو كان الأمر سيجاب له؛ حتى
يتعوَّد على ذلك، ولتكن الأم قدوةً لأبنائها في ذلك بالدعاء أمامهم وصلاة الحاجة.
* علِّميه سجدة الشكر أو إعطاء صدقة بسيطة إذا أعطاه الله ما سأل.
ثانيًا: الإيمان بالملائكة:
يتميز الطفل بالخيال الخصب، ويحب القصص القائمة على الخيال.
* فلنستبدل القصص الخرافية (سوبر مان) بأحاديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عن الغيب والملائكة؛ فلهم أوصاف في
القرآن والأحاديث، كذلك أسماؤهم، ووظائفهم، وتخصص بعض الملائكة بأعمال، فيجد الطفل متعةً في تخيله عند سماع قصص عن
الملائكة
- ملائكة السماء:
"ما في السماء موضع إصبع إلا وملك واضع جبهته ساجدًا لله".
- الملائكة الطوافة:
فيراها الديك فيصيح فيسارع من سمعه بذكر الدعاء.
الملائكة الحفظة:
التي تحفظ المؤمن الذي يذكر الله عند خروجه من داره.
الملائكة الكَتَبَة:
عن اليمين وعن الشمال، وتمهل ملك الشمال في كتابة السيئة حتى يعطيَ فرصة للعبد للتوبة والاستغفار.
- ملائكة الوحي:
التي تنزل على الأنبياء والرسل.
* يمكن تحفيظ الطفل الأناشيد المعبِّرة عن هذه المعاني: كتاب منهاج الطفل المسلم، سفير للطفل.
* ولنحكِ له قصةَ الشيطان مع الإنسان وحيله معه، خاصةً عند الغضب، وعند الصلاة، وكيف نرد كيده؟.. نتحرز منه، ونتعوذ بالله منه
لطرده؛ وذلك بطريقةٍ تناسب سنه؛ حتى يكره عمل الشيطان، ولا نحدثه عن أشكال الشياطين؛ حتى لا يرتعب.
ثالثًا: الإيمان بالرسل:
* وذلك بتعرُّف الطفل على أسمائهم التي ذكرت في القرآن: (25)؛ منهم 5 أولو العزم، كذلك قصصهم مع قومهم، كذلك يمكنك أن
تحكي لهم ثم تسجلي ما حكيت لهم حتى يسمعوه كثيرا (خاصةً الصغار)؛ حتى إذا بدأ يحفظ القرآن سيجد قصصهم في القرآن.
* كذلك يمكن عمل مكتبة صغيرة للطفل تحتوي على قصص للأنبياء مع قومهم، وللحيوانات مع أنبياء الله (الهدهد، الثعبان... إلخ).
* عدد الأنبياء والرسل كثير جدًّا، ولكن ما ذكر أسماؤهم (25) فقط، وقد أرسلهم الله لهداية الناس.
رابعاً: الإيمان بالكتب:
* وهي الكتب السماوية المنزَّلة على الرسل بواسطة الملائكة، وإن هذه الكتب فيها بيانُ أوامر الله ونواهيه لعباده، وهي دستورٌ
يجب أن يسيروا عليه؛ لا يجوز تبديله ولا تحريفه، وإذا حدث أن بُدِّل أو حُرِّف فإن الله ينزِّل كتابًا غيره، ومن أمثلة ذلك كتاب الزبور الذي
أنزل على داود، وصحف إبراهيم، والتوراة لموسى، والإنجيل على سيدنا عيسى، والقرآن على سيدنا محمد صلي الله عليه
وسلم .
* إن الكتب السماوية بها قصص عن الأقوام السابقة للعبرة والعظة.
* القرآن ناسخٌ لكل الكتب السابقة، وإنه محفوظ بعناية الله لا يُبدَّل ولا يُغيَّر، وإنه كلام الله.
* تعلُّم الطفل فضل القرآن وكيف يؤدي حقه من حفظ لآياته وعمل بأحكامه؟.
* ولنا وقفة- إن شاء الله- مع الطفل وصلته بالقرآن وحتى يبدأ حفظه.
خامسًا: الإيمان باليوم الآخر:
* يظل الإيمان باليوم الآخر والجزاء والحساب هو السبب الذي يحرِّك المسلم للعمل الصالح.
* الإيمان باليوم الآخر يخلق في نفس المسلم الضمير الحي.
* فلنربِّ الطفل على أن يعيش بهذه العقيدة؛ فلا ينتظر الثواب في الدنيا كاملاً، وإن أُسيء إليه فلا ينتظر أن يعاقب الله الظالم في
الدنيا عقابًا كاملاً؛ فالدنيا دار عمل، والآخرة دار جزاء.
* ولا بد أن يكون لنا وقفات طويلة مع الجنة: أوصافها، قصورها، أشجارها، أنهارها، أهلها لا يسأمون ولا يتألمون، هي النعيم المقيم
والسعادة الحقة؛ غراسها سبحان الله والحمد لله وذكر الله، فتظل صورة الجنة حيَّةً دائمًا في قلبه، وأن كل ما يتمناه سيناله في
الجنة؛ لأن فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وإن رأى شيئًا جميلاً واشتهاه فهذا الشيء يذكِّره بالجنة.
وليكن حديثنا عن النار مختصرًا خاصةً في السن الصغير، فلنعتمد على أسلوب الترغيب أكثر من الترهيب، خاصةً مع السن الصغير،
فنقول: "افعل كذا ليحبك الله وتدخل الجنة"، ولا نقول: "إياك أن تفعل كذا حتى لا يغضب الله عليك ويعذبك في ناره".
يقول النضر بن الحارث: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: قال لي أبي: يا بني.. اطلب الحديث؛ فكلما سمعتُ حديثًا وحفظتُه فلك
درهم، فطلبت الحديث على ذلك.