[center]إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
ونصلى ونسلم على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
أما بعد :
أم المؤمنين ( خديجة بنت خويلد ) , رضى الله عنها , وارضاها !
هى اول نساء النبي _ صلى الله عليه وسلم _ واول من آمن به ،
وهى التى آزرته وصدقته عندما كذبته قريش وعادته ؟!
السيدة خديجة بنت خويلد أم المؤمنين مواقفها عظيمة
إلى جانب رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ لنصر دين الله أكثر من أن تعد أو
يحتويها موضوع واحد
لهذا فقررت ان أكتفي هنا بذكر موقف واحد من مواقفها العظيمة عندما أخبرها الرسول
_ صلى الله عليه وسلم _ بما حدث معه فى الغار عندما أوحي إليه اول مرة للتعرفوا
على روعة وعظمة أمنا خديجة , رضى الله عنها
تخيل معي الموقف عندما رجع رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ أول ما أوحي إليه
من غار حراء فدخل على امنا خديجة , رضى الله عنها,
فقال : زملوني زملوني .
فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة , رضى الله عنها , : لقد خشيت على نفسي
صلى الله عليه وسلم _ فالموقف صعب جداً فوق ما تتخيل
فانظر ماذا قالت له : "كلا والله ما يخزيك الله ابداً ، إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ،
وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ."
(كلمات تكتب بماء الذهب )
هذا الموقف اتحدى به اى امراة إلى يوم القيامة ان تفعل ربعه ،أو عُشره ! وتقول مثل
هذه الكلمات تثبيتاً لزوجها ليس فقط هذا بل انطلقت ,رضى الله عنها, بالنبي _ صلى الله
عليه وسلم _ حتى أتت به
( ورقة بن نوفل ) ابن عمها وكان نصرانيا فى الجاهلية
فقالت له : يا ابن العم اسمع من ابن اخيك .
فقال له ورقة : يا ابن اخي ماذا تري ؟ يعنى الموضوع ايه بالظبط ؟
فأخبره النبي _ صلى الله عليه وسلم _ خبر ما رأى فى الغار وقصة جبريل عليه السلام
فقال ورقة : هذا الناموس الذي نزل الله على موسى ، يا ليتني كنت جذعاً ، ليتني أكون
حياً إذا يخرجك قومك
فقال الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ أو مخرجي هم ؟ قال : نعم ، لم يأتِ رجل قط
بمثل ما جئت إلاعودي وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزرا ....)
هذا ورقة بن نوفل موقفه رائع ايضاً
لنعود إلى امنا خديجة , رضى الله عنها , كل هذا ايجابية ووقوف بجانب زوجها
ومع ما سمعته أم المؤمنين السيدة خديجة , رضى الله عنها , من ان قوم النبي _ صلى الله عليه وسلم _
سيحاربونه ويخرجونه وهى تعرف مدى صلابة قريش وقوتها إلا انها قررت الوقوف فى
وجه العاصفة ودون تفكير ،وقبلت فى سبيل الله ان تتحمل الأذى والمشقة ، وأن تقبل
هذه المهمة الصعبة بالوقوف في وجه قريش
فهذا أعظم الأمثلة للمؤمنات الصادقات ليقتدين بأم المؤمنين , رضي الله عنها , في تحملها
المشقة والأذى لتؤازر زوجها رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ وتقف خلفه ليتمكن بفضل الله
من نشر دعوة الإسلام بين قومه ثم جميع انحاء المعمورة وليقيم دولة الإسلام
لذلك وبفضل الله بشرها الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ بالجنة
فقال : " أتى جبريل فقال يا رسول الله هذه خديجة قد أتتك معها إناء فيه إدام أو طعام ، أو شراب ،
فإذا اتتك فأقرأ عليها السلام من ربها عز وجل ومني، وبشرهاببيت فى الجنة من قصب
لا صخب فيه ولا نصب ."
فالجزاء من جنس العمل
ويقول _ صلى الله عليه وسلم _ عنها وعن مواقفها النبيلة ونصرتها له :
" آمنت إذ كفر الناس ، وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس ."
رضى الله عنها وارضاها وجمعنا بها فى الفردوس الأعلى
والنبي محمد _ صلى الله عليه وسلم_
اللهم آمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .