بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ،أقبل ابوبكر الصديق والصحابة على تجهيز الحبيب صلى الله عليه وسلم، فتولى غسله آل البيت وهم علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب والفضل وقثم ابنا العباس واسامه بن زيد
وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فكان العباس وولداه يقلبان الحبيب صلى الله عليه وسلم واسامه وشقران يصبان الماء وعلي يغسله بيده فوق ثيابه فلم يفض بيده إلى جسده الطاهر قط، فلم ير من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يرى من الميت، وكان علي يغسله ويقول : بأبي أنت وأمي ما أطيبك حياً وميتاً.
وكفن الحبيب صلى الله عليه وسلم في ثلاث أثواب، ثوبين صحاريين وبُرد حبرة أدرج فيها إدراجاً .
ومن آيات نبوته صلى الله عليه وسلم أنهم اختلفوا هل يغسلونه كما يغسل الرجال بأن يجرد من ثوبه، فأخذهم النوم وهم كذلك وإذا بهاتف يقول : غسلو رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ثيابه، ففعلوا .
ولما أرادو دفنه اختلفوا في موضوع دفنه، فجاء أبو بكر رضي الله عنه وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( ما قبض نبي إلا دفن حيث قبض )) فرفع فراشه صلى الله عليه وسلم وحفر في موضعه وذلك بأن حفر له أبو طلحة الأنصاري لحداً، ثم دخل الناس يصلون عليه فرادى الرجال ثم النساء ثم الصبيان ثم العبيد.
ولما فرغوا من الصلاة عليه دفن صلى الله عليه وسلم وذلك ليلة الأربعاء وكان الذي نزل في قبره علي بن أبي طالب والفضل وقثم ابنا العباس وشقران.
وأثناء ذلك قال أوسن بن حولي الأنصاري لعلي بن ابي طالب : أنشدك الله وحظنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أي أن تأذن لي في النزول إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأذن له بالنزول في القبر معهم فنزل وسووا عليه التراب ورفعوه مقدار شبر عن الأرض.
وقبض الحبيب صلى الله عليه وسلم وعمره 63 سنه ولم يخلف من متاع الدنيا ديناراً ولا درهماً
بل مات ودرعه مرهونة في كذا صاعاً من شعير.
فصلى الله عليه وسلم يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حياً
با أبي وأمي أنت يا رسول الله حياً وميتاً
كلمه تهتزو لها الأبدان ويالها من كلمات من القلب وتدخل القلب
وكم أتمنى بأن نحيا بسيرة وحياة وأفعال الرسول صلى الله عليه وسلم
وأدعو للجميع بأن يحظوا بشفاعة وصحبة الرسول صلى الله عليه وسلم انا وانتم جميعا يارب العالمين