بســم الله الـرحمــن الرحيــم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
لهم شرف عظيم حيث أثنى عليهم الحق ـ سبحانه وتعالى ـ في قوله تعالى :
(وَالَّذِينَ تَبَوَّؤا الدَّارَ وَ الإيمَانَ من قَبلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَان بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَاُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُون)
الحشر:9
هم خير القرون
هم الأنصار رضوان الله عليهم أجمعين
هؤلاء الذين حظوا بشرف الصحبة و نصرة خير البشر
و الذود عنه بالمال و الأنفس و العيال
فكانوا سباقين للخير ناصرين للحق
بعد فتح مكة كانت غزوة الطائف , فغنم المسلمون فيها غنائماً عظاماً
فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤلف قلوب قوم حديثي عهد بالإسلام من أكابر مكة والعرب , ووكل السابقين الأولين إلى إيمانهم
فحزن السابقون الأولون من الأنصار وقالوا : " لقي والله رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه ."
فدخل عليه سعد بن عبادة ـ رضي الله عنه ـ وحدث النبي بما في نفوس الأنصار ـ رضوان الله عليهم ـ
فسأله الحبيب صلوات الله وسلامه عليه:
" فأين أنت من ذلك يا سعد ؟؟ "
فقال : " يا رسول الله ما أنا إلا من قومي. "
فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يجمع له الأنصار.
فخطب فيهم خطبة عصماء ذكر فيها وعدد فضائل القوم
فقال :
"يا معشر الأنصار مقالة بلغتني عنكم، وجدة وجدتموها عليّ في أنفسكم؟ ألم آتكم ضُلالاً فهداكم الله؟ وعالة فأغناكم الله؟ وأعداء فألف الله بين قلوبكم؟ قالوا : " بلى، الله ورسوله أمن وأفضل."
ثم قال: " ألا تجيبونني يا معشر الأنصار؟ " قالوا: "بماذا نجيبك يا رسول الله، لله ولرسوله المن والفضل." قال صلى الله عليه وسلم:" أما والله لو شئتم لقلتم، فلصدقتم ولصُدقتم: آتيتنا مكذباً فصدقناك ومخذولاً فنصرناك، وطريداً فآويناك، وعائلاً فآسيناك .
أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم؟ ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعوا برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم؟ فو الذي نفس محمد بيده، لولا الهجرة لكنت إمرءاً من الأنصار، ولو سلك الناس شعباً وسلكت الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار، اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار."
فبكى القوم حتى اختضلت لحاهم وقالوا: "رضينا برسول الله صلى الله عليه وسلم قسماً وحظاً ."**
أكرم بالأنصار من أوس و خزرج ><>< أكرم بجيل السابقين و فضلهم
أكرم بأتباع النبي جميعهم ><>< خير القرون هم و ليس كمثلهم
عظماء بعد الرسل في الأحقاب ><>< أكرم بمن جمعوا المآثر كلها
رحماء بينهم و لكن في الوغى ><>< أسد على الباغين كأسد الغاب
نصروا النبي و بايعوه و جاهدوا ><>< مستبسلين بأنفس و حراب
** أخرجه البخاري في: المغازي، باب: غزوة الطائف في شوال سنة ثمان (4330)، ومسلم في: الزكاة، باب: إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام (1061) من حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه بنحوه