محنة المسلمين الويغور ( الإيغور ) في الصين
المسلمون الويغور ( الإيغور ) يتعرضون لمذابح في الصين فما العمل ؟!
إخوتي الكرام
تعلمون كم حزنت على مصابنا الجلل الذي وقع بإخواننا في الصين في إقليم شينج يانج فبحثت عن الموضوع وأحببت أن ألخصه لكم في نقاط والله إني أكتب هذا الموضوع وأكاد أموت كمداً على ما أصابهم.
نبدأ بمقدمة ومن ثم توضيح بعض النقاط فيه
تأتي الاضطرابات الأخيرة في إقليم شينج يانج غربي الصين بعد تاريخ طويل من العلاقات المتوترة بين السلطات الصينية وأقلية الويغور.
فمن هم الويغور ...؟
الويغور : هم من المسلمين ولغتهم لها علاقة بالتركية وهم يعتبرون أنفسهم إثنيًا وثقافيًا أقرب لشعوب آسيا الوسطى. واعتمد اقتصاد المنطقة لقرون على الزراعة والتجارة حيث توجد بعض مدنها مثل كأشجار على طريق الحرير. حدث ضم شينج يانج إلى الإمبراطورية الصينية في القرن الثامن عشر، وفي أربعينيات القرن العشرين أعلن الويجور الاستقلال لفترة وجيزة. وقد خضعت المنطقة للسيطرة الكاملة للصين الشيوعية عام 1949.
وتصف الصين الإقليم بأنه يحظى بالحكم الذاتي مثل التبت في الجنوب.
المسلمون في إقليم شنج يانج الصيني
معلومات جغرافية
يوجد إقليم شنغ يانغ في أقصى الغرب الصيني يحده من الجنوب إقليم التبت ومن الجنوب الشرقي إقليم كينغاي وإقليم غانسو ومن الشرق منغوليا ومن الشمال روسيا ومن الغرب كزاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأفغانستان وباكستان وجزء من إقليم كشمير واقع تحت سيطرة الهند.
عاصمة الإقليم هي أورومشي وهو يمسح 1626000 كيلومتر مربع مما يجعله أكبر إقليم صيني يتمتع بالحكم الذاتي وسادس الأقاليم الصينية الكبرى، وتمتد حدوده على طول 5400كيلومتر.
السكان
يبلغ عدد سكان الإقليم حسب أرقام الحكومة الصينية حوالي 21 مليون ساكن منهم 11 مليونا من المسلمين ينتمون أساسا إلى عرق الإيغور وبعض الأقليات وهي الكزخ والقرغيز والتتر والأوزبك والطاجيك.
وحسب نفس الإحصائيات الرسمية يبلغ عدد السكان من أصل "هان" وهو العرق المسيطر في الصين تسعة ملايين نسمة أي حوالي 40% علما بأنهم كانوا يمثلون 10% فقط في منتصف القرن الماضي.
الإقليم والإسلام
بحكم موقعه الإستراتيجي بوصفه نقطة عبور يمر بها طريق الحرير كان الإقليم عرضة لموجات من الهجرة لأعراق مختلفة سكنت الإقليم وتعايشت فيه . ويعود دخول الإسلام إلى الإقليم حسب المؤرخين إلى القرنين العاشر والحادي عشر الميلاديين قبل أن ينتشر ويصبح الديانة الرئيسية للسكان رغم ظهور بعض الحركات التبشيرية في وقت لاحق.
وقد سنت الحكومة الصينية جملة من القوانين التي رأى الإيغور أنها تستهدف استئصال قوميتهم ودينهم على غرار قرار منع اللغة الإيغورية بالجامعة في 2002 وبحث قانون يمنعها في المدارس الثانوية.
ومنعت الحكومة الصينية تعليم الإسلام للأطفال دون سن 18 في الإقليم كما يتهمها الإيغور بهدم دور العبادة والتضييق على ممارسة العبادات
العلاقة مع الصين
اتخذت العلاقة بين الإيغور والصينيين طابع الكر والفر, حيث تمكن الإيغور من إقامة دولة تركستان الشرقية التي ظلت صامدة على مدى نحو عشرة قرون قبل أن تنهار أمام الغزو الصيني عام 1759 ثم عام 1876 قبل أن تلحق نهائيا في 1950 بالصين الشيوعية.
تمييز عرقي
ويتهم السكان الإيغور الحكومة المركزية بمساعدة عرق الهان على الاستحواذ على ثروات الإقليم وتولي المناصب العليا والقيادية في حين تجبر الفلاحين الإيغور على بيع محصولهم من القطن بأسعار متدنية لمصانع النسيج.
وتتهم منظمات دولية الحكومة الصينية بإجراء أكثر من أربعين تجربة نووية شمال الإقليم مما أدى إلى إصابة العديد من سكانه بالإشعاعات النووية وانتشار الأمراض وتلوث التربة والهواء.
تهديد الهوية
قالت منظمة ألمانية إن الإيغور باتوا منذ عقود ضحايا سياسة "اضطهاد صينية منظمة تستهدف بالأساس محو هويتهم الثقافية من الوجود" مشيرة إلى أن هذه السياسة ظهرت بوضوح مع بدء بكين في فبراير/ شباط الماضي تدمير مدينة كاشغر التاريخية التي تعد من أهم الحواضر الثقافية في آسيا الوسطى وتوصف بأنها حاضنة المقاومة الإيغورية.
واعتبرت المنظمة أن دعم بكين لتهجير أعداد كثيفة من أفراد عرقية الهان الصينية إلى شنغ يانغ، حوّل الإيغور إلى أقلية في إقليمهم وأحدث تغييرا ثقافيا موازيا للاختلال الديمغرافي هناك.
ولفتت المنظمة الحقوقية إلى أن انتماء الإيغور للإسلام سهّل على الحكومة الصينية ممارسة مزيد من القمع عليهم، مشيرة إلى أن بكين بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001 زادت من قمعها للمواطنين ونشطاء حقوق الإنسان الإيغور ووصورته على أنه إسهام في الحملة العالمية لمكافحة ما يسمى الإرهاب
التنين المسعور ومذابح مسلمي الإيغور
يبدو أن الصين تسير على خطى صربيا في إبادة المسلمين ، فما يحدث حاليا من أعمال عنف في إقليم شينج يانج أشبه بحملة تطهير عرقي جديدة ضد المسلمين ، وهذا ما ألمحت إليه صحيفة "التايمز" البريطانية في تقرير لها في 7 يوليو / تموز ، حيث ألقت باللوم على قومية "الهان" التي ينتمي إليها أغلبية سكان الصين فيما يحدث حاليا من انتهاكات ضد الإيغور المسلمين.
ووفقا للصحيفة ، فإن قومية "الهان" تعتبر الآن العنصر الجوهري في توحيد سكان الصين مع تراجع الأيديولوجية الشيوعية، ورغم أن الإيغور المسلمين لم ينتفضوا على الشيوعية ، لكن تذويب قوميتهم قسرًا هو ما يزيد الاضطرابات.
وتابعت : " قومية الهان التي تشكل 90 في المائة من السكان تهدف إلى إقناع كل الصينيين بأنهم عائلة عرقية واحدة وترفض أي انشقاق من جانب الأقليات ، لكن هذا الأمر ينكر على الصين تنوعها الثقافي والإنساني ويعمي بصيرة بكين عن الحقوق التي يتعين عليها الاعتراف بها".
وخلصت الصحيفة إلى القول إن أعمال العنف في مدينة أورومتشي عاصمة إقليم شينج يانج يجب أن تؤدي إلى تغيير إلا أن النتيجة المحتملة على عكس ما سبق وهى الإنكار والقمع والابتعاد أكثر عن الحقوق الأساسية للأقليات والعرقيات المختلفة .
وكان أكثر من 184 شخصا قُتلوا ( حسب الإحصائيات الرسمية ، ولكن العدد يفوق 800 منهم 150 فقط في أحد المصانع ) وأصيب أكثر من ألف آخرين بجروح ( بل آلاف ) في أعمال العنف التي اجتاحت مدينة أورومتشي في 5 يوليو / تموز ، وامتدت بعد ذلك إلى مدينة كاشغار في إقليم شينجيانج ذي الأغلبية المسلمة ، وذلك في ثاني اضطرابات عرقية كبيرة تشهدها الصين خلال 18 شهرا، حيث قتل العشرات في مارس/آذار 2008 في احتجاجات لرهبان بالتبت يطالبون بحقوق أكبر للبوذيين.
وبدأت أعمال العنف عندما طالب متظاهرون مسلمون بالعدل لاثنين من أبناء جلدتهم قتلا في يونيو الماضي إثر شجار مع صينيين من "إثنية الهان" في مصنع قرب شنغهاي جنوبي الصين ، إلا أن قوات الشرطة استخدمت القوة لتفريقهم ، كما تدفق مئات من إثنية "الهان" على وسط مدينة أورومتشي حاملين الهراوات والسكاكين ، الأمر الذي أدى إلى اندلاع اشتباكات دامية أسفرت عن مقتل وإصابة المئات من المسلمين ، بالإضافة إلى اعتقال 1434 شخصًا منهم .
ورغم المسئولية الواضحة للشرطة الصينية وإثنية "الهان" في تنفيذ ما وصف بالمذبحة ضد المسلمين ، إلا أن وسائل الإعلام الصينية الحكومية سارعت إلى اتهام المتظاهرين المسلمين بتدمير الحواجز التي وضعتها الشرطة في الطرقات وحرق السيارات والمحال التجارية ، كما عرض التليفزيون الصيني صورًا لأفراد من إثنية الهان والدماء تنزف منهم جراء قيام الإيغور بالاعتداء عليهم.
ولم يقف الأمر عند ما سبق ، حيث اتهمت الحكومة الصينية الانفصاليين الايغوريين الناشطين خارج البلاد بتدبير وتنظيم هجمات منسقة ضد صينيين من قومية "الهان" والتي تشكل أقلية في إقليم شينجيانغ الذي تسكنه أغلبية مسلمة.
كما وجهت حكومة إقليم شينجيانغ اللوم فيما حدث من أعمال عنف إلى الإيغورية ربيعة قدير، وهي إحدى زعامات الايغوريين، وتعيش في منفاها في الولايات المتحدة.
واتهم رئيس حكومة الإقليم نور بكري رئيسة مؤتمر الإيغور العالمي ربيعة قدير بأنها كانت وراء تجييش الإيغوريين وتحريضهم وتحدث عن اتصالات هاتفية أجرتها مع أشخاص في الصين من أجل التحريض وعن مواقع استعملت لنشر الرسائل التحريضية.
وزعم أن التحقيقات الأولية تظهر أن العنف كان من تدبير وتنظيم "المجلس العالمي للايغوريين" الذي تتزعمه ربيعة قدير وأن التحريض على العنف وتنسيقه كان يدار من الخارج.
إلا أن المنفيين من الايغوريين نفوا صحة ما سبق ، وأكدوا أن الاحتجاج كان سلميًا وتحول إلى ضحية لعنف الدولة ، حيث فتحت الشرطة نيران أسلحتها بشكل عشوائي على مظاهرات سلمية .