والصلاة والسلام على حبيبنا وعظيمنا محمد وعلى اله وصحبه البرره الكرام ومن اتبع هداه
اعلم ـ علمنا الله تعالى واياك ـ أن الله تعالى خلق سيدنا محمدا" صلى الله عليه وسلم في
أجمل صورة بشرية وأكمل خلقه آدمية فهو صلى الله عليه وسلم مجمع المحاسن المبدعات والفضائل
والكمالات الخلقية والخلقية وقد أجمعت كلمة الذين رأوه ووصفوه على أنه صلى الله عليه وسلم لم ير له
مثيل سابق ولا نظير لاحق .
قال البراء بن عازب رضي الله عنه : كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها" وأحسنهم خلقا"
ليس بالطويل البائن ولا بالقصير . متفق عليه
وعنه رضي الله عنه أنه قال :كان النبي صلى الله عليه وسلم مربوعا" بعيد مابين المنكبين له شعر يبلغ
شحمة أذنيه رأيته في حلة حمراء لم أر شيئا" قط أحسن منه صلى الله عليه وسلم ــــ رواه مسلم.
وعن أمير المؤمنين علي رضي الله عته أنه قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالقصير ولا بالطويل ضخم الرأس ششن الكفين والقدمين مشربا"
وجهه بحمرة طويل المسربة اذا مشى تكفأ كأنما يقلع من صخر لم أر قبله ولا بعده مثله ــــرواه الامام احمد
وعن علي رضي الله عنه أنه كان اذا وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطويل الممغط ولا بالقصير المتردد وكان ربعة من القوم ولم يكن بالجعد
القطط ولا بالبسط كان جعدا" رجلا" ولم يكن بالمطهم ولا بالمكلثم وكان في وجهه تدوير أبيض مشرب بحمرة
أدعج العينين أهدب الأشفار جليل المشاش والكتد أجرد ذو مسربة ششن الكفين والقدمين اذا مشى تقلع كأنما
ينحط من صبب واذا التفت التفت معا" بين كتفيه خاتم النبوة وهو خاتم النبيين أجود الناس صدرا" وأصدق الناس
لهجة وألينهم عريكة وأكرمهم عشرة" من رآه بديهة هابه ومن خالطه معرفة أحبه يقةل ناعته لم أر قبله
ولا بعده مثله .
وروى البيهقي وغيره .
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم . ليلة هاجر من مكة الى المدينة هو وابو بكر وعامر بن فهيرة مولى
ابي بكر ودليلهم عبد الله بن اريقط الليثي فمروا بخيمة ام معبد عاتكة بنت خالد الخزاعية وكانت ام معبد امرأة" برزة جلده أي قوية تحتبي وتجلس بفناء الخيمة فتطعم وتسقي ( من يمر بها ) فسألوها هل عندها لحم أو لبن يشترونه منها ؟ فلم يجدوا عندها شيئا" من ذلك وقالت : والله لو كان عندنا شيء ما أعوزناكم القرى ـ أي : ما أحوجناكم بل كنا نضيفكم وان القوم مر ملون مسنتون .
فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا شاة في كسر ـ أي : جانب ـ خيمتها
فقال : ما هذه الشاة يا أم معبد ؟
فقالت : شاة خلفها الجهد عن الغنم .
فقال صلى الله عليه وسلم : فهل فيها من لبن ؟
فقالت : هي أجهد ـ أي : اضعف ـ من ذلك .
فقال : أتأذنين لي أن أحلبها ؟
فقالت : ان كان بها حلب فاحلبها ـ وفي رواية : قالت نعم بأبي أنت وأمي ان رأيت بها حلبا" فأحلبها .
فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشاة فمسحها وذكر اسم الله ومسح ضرعها .
وفي رواية : ظهرها ـ وذكر اسم الله ودعا باناء لها يريض الرهط ـ أي ك يشبع الجماعة حتى يريضوا وتفجت واجترت ـ وفي رواية : ودرت ـ فحلب فيه ثجا" حتى ملأه .
فسقى أم معبد وسقى أصحابه فشربوا عللا" بعد نهل حتى اذا رووا شرب صلى الله علي وسلم ىخرهم وقال : ساقي القوم آخرهم شربا"
ثم حلب صلى الله عليه وسلم فيه ثانيا" عودا" على بدء فغادره ـ أي : تركه ـ عندها ـ وفي رواية : قال لها صلى الله عليه وسلم :
ارفعي هذا لأبي معبد اذا جاءك ت ثم ارتحلوا .
فقلما لبث ـ اي : ما لبث الا قليلا" ـ أن جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا" عجافا" يتساوكن هزلا" مخهن قليل فلما رألى اللبن عجب وقال : من أين هذا اللبن يا أم معبد ولا حلوب في البي والشاء عازب ؟!
فقالت : لا والله الا أنه مر بنا رجل مبارك كان من حديثه كذا وكذا ـ
فقال صفيه لي يا أم معبد .
فقالت : رأيت رجلا" ظاهر الوضاءة حسن الخلق مليح الوجه لم تعبه ثجلة ولم تزر به صعلة قسيم وسيم في عينه دعج وفي أشفاره وطف وفي صوته صحل أحور ، أكحل ، أزج ، أقرن ، في عنقه سطع ن وفي لحيته كثاثة ، اذا صمت فعليه الوقار واذا تكلم سما وعلاه البهاء حلو المنطق كلامه فصل لا نزر ولا هذر كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن أبهى الناس وأجمله من بعيد وأحسنه من قريب ربعة لا تشنؤة عين من طول ولا تقتحمه عين من قصر غصن بين غصنين فهو أنضر الثلاثة منظرا" وأحسنهم قدا".
له رفقاء يحفون به ان قال استمعوا لقوله وان أمر تبادروا لأمره محفود محشود لا عابس ولا مفند .
فقال أبو معبد : هذا والله صاحب قريش الذي تطلب ولو صادفته لا لتمست أن أصحبه ــ
وفي رواية : لو رأيته لا تبعته ـ ولأجهدن ان وجدت الى ذلك سبيلا"ـ ثم هاجرت مع زوجها الى النبي صلى الله عليه وسلم وأسلما .
وروى مسلم والترمذي : عن الجرير ـ بالتصغير ـ أنه قال لأبي الطفيل : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال نعم . قلت : كيف رأيته ؟ فقلت صفه لي ـ قال : كان رسول الله صلى الله عليه أبيض مليح الوجه ـ